الاثنين، 30 نوفمبر 2015

الأجهزة الذكية والعيون

How-to-protect-your-eyes-from-the-rays-of-computer-and-smartphones

التعاطي مع الأجهزة الإلكترونية الذكية أصبح، أو كاد يصبحُ، لدى أغلب الناس؛ أطفالاً وفتياناً وبالغين، حاجةً أو عادةً، كالطعام والشراب، لا يمكن الاستغناء عنه يوماً من الأيام.

وكما أن لهذه الأجهزة الإلكترونية إيجابيات من شأنها تقريب المسافات فيما بين الناس، وإحداث نقلة هائلة في التواصل الاجتماعي البشري، وثورة كبيرة في استخدام وتكييف وتطوير المعلومات، وغير ذلك، فإن لها أيضاً سلبيات ليست بالقليلة تنتج، غالباً، عن سوء الاستخدام أو الإفراط فيه.

موقع “الخليج أونلاين”، وفي مسعىً منه للاهتمام بالإنسان وصحته، راح يتتبع ويرصد إحدى هذه السلبيات والمخاطر الكبيرة التي بات التحذير منها يأخذ حيزاً كبيراً من جهود المتخصصين والمهتمين، تلك هي سلبية تأثير الأشعة المنبعثة من الأجهزة الذكية على كفاءة النظر، وعلى عين الإنسان بصورة عامة.

آخر التحذيرات في هذا المجال جاءت من فريق أطباء أمريكيين من كلية الطب بجامعة هارفارد، أجروا دراسة مقارِنة بين القراءة من الكتب الورقية، والقراءة من الأجهزة الإلكترونية التي تنبعث منها كمية من الضوء قبل النوم، وتوصلوا إلى أن القراءة الإلكترونية قبل النوم قد تضر بقدرة الأشخاص على النوم وربما تضر بصحتهم.

وفي إطار هذه الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة “بروسيدنغز”، الصادرة عن الأكاديمية الوطنية للعلوم، هيأ الباحثون مختبراً للنوم أقام فيه 12 شخصاً لمدة أسبوعين، قضوا منها خمسة أيام في القراءة من نسخة ورقية، ومثلها من جهاز لوحي “آيباد”.

وأظهرت عينات للدم أخذت بأوقات منتظمة، انخفاض هرمون “الميلاتونين” المسبب للنوم، واضطراب الساعة البيولوجية، خلال استخدام القارئ الإلكتروني، بالقياس لنسبته خلال استخدام القارئ الورقي (الكتاب)، واحتاج الأشخاص كذلك للانتظار لوقت طويل حتى يخلدوا إلى النوم، وتقلصت لديهم فترات النوم العميق، واستيقظوا بقدر أكبر من التعب والإرهاق في صباح اليوم التالي.

والساعة البيولوجية ساعة داخلية في الجسم، تخبره، عن طريق الدماغ، بالتوقيت الأمثل للنوم بين المساء والصباح، ويؤكد الخبراء أن الوقت الأمثل لاستفادة الجسم من الساعة البيولوجية هو أن تكون الساعات من الحادية عشرة ليلاً حتى الثانية صباحاً من ضمن ساعات نومه الليلي.

لكن الضوء الأزرق، المنبعث من الأجهزة الذكية واللوحية بصورة عامة، ومن شاشات “LED”، قد يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية.

وتؤكد الدراسة أن “المعتاد أن المراهقين لديهم ساعة بيولوجية متأخرة، وهو ما يجعلهم يتأخرون في الاستيقاظ في الصباح والبقاء مستيقظين حتى ساعة متأخرة من الليل”، وذلك يزيد من حالات الإجهاد ويؤثر على صحة المراهق أكثر من البالغ.

في هذا الإطار، تابع موقع “الخليج أونلاين” آراء بعض الاختصاصيين العرب، وقد أكدت استشارية جراحة شبكية العين الدكتورة نصرة سعود الغربي، أن القراءة من الأجهزة الذكية لمدة طويلة قد تسبب إجهاداً للعين لدى الكبار، وقصراً للنظر لدى الأطفال، بدرجة أكبر من قراءة الكتب الورقية.

وفيما يخص الطفل، ترى الغربي أنَّ “تعرّض الطفل تحت سن السابعة للأجهزة الذكية لفترات طويلة قد يسبب قصر النظر، ويؤدي إلى كسل العين الوظيفي، إن لم يتم تصحيحه (أي إن العين تظهر سليمة ولكن لا تقوم بوظيفتها) حيث تكون العين في السنوات المبكرة في مرحلة نمو.

أما الدكتور طارق الموسى، الاستشاري في جراحة العيون، فتحدث لبرنامج “الصحة المستدامة” من إذاعة مونتي كارلو، عن تأثير الأجهزة الذكية في صحة عيون الأطفال والمراهقين، مشيراً إلى أن الاستعمال المبالغ فيه للأجهزة الذكية يؤدي إلى إجهادٍ وتعبٍ في العين.

الدكتور السعودي ياسر عطية المزروعي، استشاري طب وجراحة العيون، بدوره علّق الجرس ودقّ ناقوس الخطر، عندما أكد “أن استخدام التقنيات الذكية في المملكة العربية السعودية، أدى إلى أن يستعمل 55 في المئة من الأطفال، بين الفئة العمرية 3 إلى 15 سنة، للنظارة الطبية”.

طرق الوقاية والعلاج

ولتقليل هذه الأعراض، ترى الدكتورة نصرة الغربي، أن “لا يسمح للأطفال من 2-8 سنوات باستخدام الأجهزة الذكية لأكثر من ساعتين في اليوم، وخلال الساعتين يجب إعطاؤهم راحة كل 20 دقيقة، أما البالغون فيمكنهم اتباع قاعدة (20-20-20)، وتعني كل 20 دقيقة انظر لمسافة 20 قدماً (6 أمتار) لمدة 20 ثانية، وتنصحهم بخفض مستوى الجهاز أو الكتاب ٤-٨ إنش (10-20 سم) عن مستوى عيني المستخدم، ونطلب من المستخدم بعد كل دقيقتين أن ينظر بعيداً عن جهازه لمدة (4-5) ثوان، إضافة إلى مغادرة المكان كل ساعة لمدة خمس دقائق، مع ضرورة أن يرمش بمعدل (1-2) بكل ثانية، إضافة إلى أن يغمض عينيه كل ساعة، ويحركها بكل الاتجاهات لمدة دقيقة”.

أما الطفل تحت سنتين، فلا يسمح له باستخدام الأجهزة الذكية بتاتاً، وفقاً للدكتورة الغربي، وذلك لأن العين ما زالت غير مكتملة النمو، وهذا الاستخدام يضر بنموها كثيراً.

بقي أن نعرف أن علماء البصريات مؤمنون بفائدة هذه الأشعة البنفسجية في تنظيم الساعة البيولوجية، وذلك إذا استعملت الأجهزة المنبعثة منها في حدود معقولة وشروط مقبولة، ولكن الشيء إذا زاد عن حدِّه انقلب إلى ضده

المصدر : alkhaleejonline



from مجلة طب الأسرة » الصحة والرياضة http://ift.tt/1Xr2gAG

0 تعليقات:

إرسال تعليق

صفحاتنا الاجتماعية

TwitterFacebookGoogle PlusInstagramRSS FeedEmail