الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

نبض التقنية – إدمان الإنترنت

 

 

بقلم/ خبير عثمان

أصبح الإنترنت محط إهتمام الأفراد أكثر من أي شيء آخر في حياتهم، وما حفّز على هذا الإهتمام هو الإنتشار الواسع للحواسيب وخدمات الإنترنت في المنازل. ففي عصر السرعة والتقنية الحديثة نجد أن جميع المنازل تقريباً لا تخلو من وجود الإتصال بالإنترنت، بالرغم من الإيجابيات التي يمتاز بها إلا أن هناك جوانب سلبية عديدة ومن أبرزها إدمان الإنترنت. وفي بعض الأحيان يعد إستخدامه بسرية، وهروب من الواقع الطبيعي الى العالم الإفتراضي باستخدام مواقع التواصل الإجتماعي والدخول في الدردشة والمنتديات وتطبيقات المحادثات الفورية ومتابعة المواقع الإخبارية ومشاهدة الأفلام بمختلف أنواعها.

عليه نجد أن الإنسياق للجلوس لساعات طوال أمام شاشة الحاسوب دون قيود، والإستخدام غير المحدد لشبكة الإنترنت أو لعب ألعاب الفيديو، والشعور بالقلق والإضطراب فور إنقطاع الإتصال بشبكة الإنترنت أو ما يعيق إستخدامها، وعدم الإهتمام للواجبات اليومية والوظيفية والعلاقات الإجتماعية، وإضطراب النوم وتشوشه والإستيقاظ بشكل متقطع، والهروب من المشاكل اليومية وضغوطات الحياة تعد من أخطر السلوكيات على أبنائنا من الناحية الصحية، والنفسية، والإجتماعية مما يؤثر سلبياً على هوية وإنتماء شبابنا تجاه ثقافتهم وقوميتهم.

يعتبر إدمان الإنترنت حالة مرضية حديثة ظهرت بالتزامن مع ظهور الإنترنت، وتقتصر على مستخدمي الإنترنت دون غيرهم. فتؤدي إلى تغير السلوكيات والتصرفات، وتعزى أسباب هذه الحالة النظرية إلى الملل، ووقت الفراغ الكبير، وميول الفرد ذاته. ويعتبر الشخص مدمناً للإنترنت وفق وصف كيمبرلي يونغ عالمة النفس الأمريكية التي تعد أول من وضع مصطلح إدمان الإنترنت، وذلك إذا تعدّى إستخدامه للإنترنت ثماني وثلاثين ساعة في الأسبوع الواحد.

إذن يدخل هذا الإدمان ضمن نطاق الإدمان بشكل عام وهو إعتياد شخص على أمر معين وإستخدامه لفترات طويلة دون القدرة على التخلص منه أو تركه، ويقتضي على إثر هذا الإدمان إهمال الحياة الشخصية والمهام اليومية. واذا تاملنا ما سبق نجد أن الإدمان على الإنترنت يمر بنفس مراحل الإدمان على المخدرات، بل أيضاً يمر المستعمل بأعراض الإنسحاب كما يمر بها المدمن على المخدرات وان إختلفت من حيث شدة الأعراض البدنية، أما الأعراض النفسية والحنين النفسى للإدمان فهو يتشابه لحد كبير.

لذا يفضل أن يستعين مريض الإدمان على الإنترنت بمساعدة من الإختصاصين النفسيين ولاسيما المدربين على علاج الإدمان للخروج والتعافي منه خلال البرامج العلاجية المتنوعة، وبرامج العلاج الجمعي ومنع الإنتكاسة والتأهيل بالرغم من أن غالبية الأشخاص يفضلون عدم اللجوء إلى هذا الحل. ومن أفضل الطرق للخروج من حالة الإدمان أن يجبر المدمن نفسه على عدم إستخدام الإنترنت طيلة أيام الأسبوع، وتعويد نفسه على قلة إستخدامه والإقتصار على عطلة نهاية الإسبوع أو تأجيل إستخدامه بعض الوقت وتفضيل أولويات أخرى عليه.



from مقالات – مجلة طب الأسرة http://ift.tt/2eFFSEN
via IFTTT

0 تعليقات:

إرسال تعليق

صفحاتنا الاجتماعية

TwitterFacebookGoogle PlusInstagramRSS FeedEmail